ظلّي يمشي قبلي

ظلّي يمشي قبلي – قصة درامية قصيرة عن الصراع مع الذات
في قصة اليوم من تصنيف قصص منوعة سوف نقراء قصة قصيرة رمزية تروي حكاية رجل يدرك أن ظلّه بدأ يتقدمه في الطريق، ليدخل في صراع وجودي مع جزء من ذاته لطالما تجاهله.
✍️ بقلم: سهى الريان | فريق قصة ورواية
استيقظ “أنس” ذات صباح على شيء مختلف. لم يكن الهواء أثقل، ولا الشمس أضعف… بل كان ظلّه يتحرك قبله.
نعم… ظلّه.
في البداية، ظنّ أنها خدعة ضوء وقف في منتصف الغرفة وراقب تحرّك خطوة… فرأى ظلّه يتقدمه.
ارتعد.
هل هذا حلم؟ أم أن شيئًا فيه انفصل عنه؟
خرج إلى الشارع الناس لا يلاحظون لكنه يراه بوضوح ظلّه يتحرك أمامه، ينعطف قبل أن يقرر هو الاتجاه، يقف قبل أن يصل هو إلى المكان، يجلس حين لا يرغب هو بالجلوس.
بدأ أنس يشعر أن حياته لم تعد ملكه قراراته تبدو كأنها تكرار لما فعله ظلّه.
سأله صديقه مازحًا:
“لماذا تمشي وكأنك تلحق بشخص؟”
ولم يعلم أن أنس كان يطارد ظله.
مرت أيام، لم يعد ينام، لم يعد يأكل كما يجب صار يرى ظلّه يجلس مكانه في المقهى، يكتب بدلاً عنه، يضحك من النكتة قبله.
وقف ذات ليلة أمام مرآته وقال:
“من فينا أنا؟ ومن فينا الأصل؟”
ضحك الظل.
نعم، ضحك.
في اليوم التالي، لم يخرج أنس من منزله.
ولكن… الظل خرج.