
ثمن الصمت
ثمن الصمت
✍️ بقلم: علي الشامي | فريق قصة ورواية
وصف القصة:
حين تتحول كلمة لم تُقال إلى لعنة، وتصمت القلوب عن الكلام، تتولد دراما مؤلمة تدفع الجميع نحو الهاوية.
نص القصة:
في أحد أحياء بغداد القديمة، كان “حسن” يعيش مع أمه المريضة في بيت صغير يختبئ خلف الأزقة الضيقة. يعمل في ورشة نجارة بسيطة، لا يملك من الدنيا سوى كرامته وصوته… ذلك الصوت الذي قرر أن يصمت يوماً ما.
“ليلى”، الفتاة التي أحبها منذ الصغر، كانت تسكن المنزل المجاور. تبادلوا النظرات لسنوات، لكن حسن لم ينطق بكلمة. كان يعتقد أن الفقر لا يسمح له بالحب، وأن الصمت أكرم من وعد لا يستطيع الوفاء به.
مرت السنوات، وتقدّم لليلى رجل ثري. كان الجميع يحتفل، إلا قلب حسن الذي انفطر بصمت. وذات ليلة، طرق باب حسن أحد أصدقاء والده الراحل، حاملاً معه خبرًا قلب موازين حياته.
“أبوك ترك لك قطعة أرض في الحديدة، وثمنها يغنيك عن فقرك.” صُدم حسن. كل تلك السنين، وكان يملك مفتاح خلاصه في درج قديم!
في اليوم التالي، أسرع إلى بيت ليلى، لكنه وجد الزينة تُنزع من الجدران. لقد تزوجت بالأمس.
انهار حسن… ليس لأنه خسرها، بل لأنه اكتشف أن الصمت ليس دائماً رجولة، وأن بعض الكلمات تُنقذ ما لا تُنقذ الأموال.
مرت السنوات، وحسن أصبح من كبار التجار، لكن قلبه بقي في زاوية ضيقة من بيت الطفولة، حيث الحب كان ينتظر كلمة واحدة فقط.
🧠 النهاية:
الصمت ليس دائماً حكمة، أحياناً يكون أكبر جريمة نرتكبها في حق مشاعرنا. حسن تعلّم الدرس متأخراً، لكنه عاش يحمل القصة في قلبه كندبة لا تندمل.