window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-79KLVHM231'); على الرصيف كل صباح – قصة واقعية مؤثرة عن الصبر والأمل
قصص واقعية

على الرصيف كل صباح

على الرصيف كل صباح – قصة واقعية مؤثرة عن الصبر والأمل

✍️ بقلم: هاله الديب | فريق قصة ورواية

في قصة اليوم من تصنيف قصص منوعة سوف تقرؤون قصة حقيقية واقعية عن فتاة تبيع المناديل يوميًا على نفس الرصيف، وما تخفيه من أسرار وأحلام خلف تلك الابتسامة التي لا تغيب.

 

كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحًا ضجيج الشوارع يبدأ في التصاعد، والمارة يسرعون نحو أعمالهم، لكن “زينب” كانت قد سبقتهم إلى مكانها المعتاد.

فتاة صغيرة، لا تتجاوز العاشرة، تقف عند إشارة المرور، تمسك بحفنة من علب المناديل، وتبتسم لكل وجه يمر أمامها.

لم تكن تترجّى، ولم تكن تفرض، بل كانت تقدم عرضها الصغير بكل احترام.

رجل يرتدي بدلة فاخرة توقف عند الإشارة، أعطاها خمسة دراهم دون أن يأخذ شيئًا.
ابتسمت وقالت:

 “خذ مناديلك، عمو… ما أحب آخذ شيء بدون مقابل.”

 

أخذ الرجل العلبة، لكن قلبه ظل عند كلامها.

مرت الأيام، والناس بدأوا يعرفون “زينب”، بعضهم يمر كل صباح فقط ليقول لها “صباح الخير”، وآخرون يتأملون في صمودها، وتلك الابتسامة التي لا تموت.

في أحد الأيام، جاءت سيدة وسألتها:

“لماذا لا تذهبين إلى المدرسة؟”

قالت بصوت واثق:

 “كنت أدرس، لكن أمي مريضة وأخي صغير… قلت أشتغل لين تتحسن حالتنا، وبعدين أرجع أدرس.”

 

كانت الأم مريضة بالكلى وتحتاج علاجًا منتظمًا، والأب غائب منذ سنوات، زينب هي من تقود السفينة في صمت.

ذات صباح ممطر، لم تأتِ زينب.

قلق الناس الذين اعتادوا على وجودها، حتى عاد أحدهم في المساء ليجدها عائدة متعبة تحمل أكياس الدواء.

لكن عينيها لا تزالان تلمعان.

في نهاية الشهر، أطلق صاحب محل تجاري قرب الرصيف مبادرة:

 “نجمع تبرعات لعلاج أم زينب، ونعيدها للمدرسة.”

وخلال أسبوعين فقط… كانت أم زينب تتلقى العلاج، وكانت زينب تستعد للعودة إلى صفها الدراسي.

لكن الغريب؟ أنها لا تزال تأتي صباحًا.

قال لها أحدهم ممازحًا:

 “ما عاد في داعي تجلسي هنا يا بطلة.”

قالت بهدوء:

 “أنا ما أبيع الآن… بس أحب أشوف الوجوه اللي كانت سبب بسمتي كل صباح.”

ختاماً

“بعض الأرواح الصغيرة تعلمنا دروسًا لا تُدرَّس في أكبر جامعات الحياة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى