
نبض بين السطور | قصة حب غامضة تبدأ برسالة وتنتهي بمصير
نبض بين السطور | قصة حب غامضة تبدأ برسالة وتنتهي بمصير
✍️ بقلم: ليلى حمدي | فريق قصة ورواية
وصف القصة:
بين رفوف مكتبة قديمة، تبدأ رسائل غريبة في الظهور لندى. لا اسم ولا توقيع، فقط كلمات تشعل قلبها وتفتح أبواب الماضي. من هو صاحب الحروف؟ وما السر الذي يربطها به؟ قصة حب رومانسية ناعمة تتخللها لمسة غموض.
📖 القصة:
في زقاق هادئ من أزقة صنعاء القديمة، كانت مكتبة “أوراق الزمن” تتربع بهدوء، لا يقصدها إلا من يبحث عن سكون الحروف وعبق الذكريات. ندى، طالبة أدب في الجامعة، اعتادت زيارة المكان كل خميس، تفتش بين الكتب وكأنها تبحث عن نفسها بين السطور.
ذات يوم، وجدت ورقة مطوية داخل رواية “الحب في زمن الكوليرا”. لم تكن جزءًا من الكتاب، بل كانت رسالة مكتوبة بخط يد أنيق:
“حين تتلاقى الأرواح، لا تحتاج الأسماء لتعرف بعضها، ولا الأمكنة لتلتقي.”
ارتجف قلب ندى. من كتبها؟ ولماذا اختار هذا الكتاب؟ تجاهلت الأمر، لكنها لم تستطع نسيانه.
في الأسبوع التالي، وجدت ورقة أخرى في كتاب مختلف. ثم أخرى. كل رسالة كانت أعمق من سابقتها. كانت تشعر بأن صاحبها يعرفها جيدًا، كأنه يقرأ داخلها.
بدأت ندى تحتفظ بالرسائل، وتحاول فك رموزها. في كل واحدة، كانت هناك جملة تشير إلى موقف من حياتها لا يعرفه سوى شخص واحد… سامر.
سامر كان زميلها في السنة الأولى، انطوائيًا، يحب الأدب والشعر. كانت بينهما محادثات خجولة، ثم انقطع فجأة عن الدراسة وسافر. اختفى كأن الأرض ابتلعته.
بدأت الشكوك تتسلل إلى قلب ندى. هل عاد؟ هل يكتب لها؟
قررت ترك رسالة في نفس المكتبة، بين صفحات كتاب:
“إن كنتَ أنت، فتعال الخميس القادم في الرابعة، واجلس في الركن الأيمن.”
وفي يوم الموعد، جلست تنتظر، يداها ترتجف، قلبها يدق بلا نظام.
مرت دقائق، ثم دخل سامر.
نفس النظرة، نفس الهدوء، لكنه كان يحمل بيده آخر رسالة:
“أحببتك منذ أول كلمة قرأتها في عينيك، لكنني كنت خائفًا من الاعتراف. الآن فقط وجدت الشجاعة.”
لم تحتج ندى إلى أي كلمات.
ابتسمت، وأدركت أن بعض القصص تبدأ بورقة، وتنتهي بنبض.