الفصل الأول: البوابة المخفية

الفصل الأول: البوابة المخفية – من قصة “رحلة إلى أرض العجائب”
✍️ بقلم: ربى الشامي | فريق قصة ورواية
اليوم سوف تقرؤون الفصل الاول من قصة “رحلة الى أرض العجائب” بعنوان البوابة المخفية” تبداء القصة بفتى عادي اسمه سليم في قرية منسية، لم يكن يعلم أن لمسته لصندوق قديم ستفتح أمامه طريقًا لا عودة منه، بين خريطة غامضة، وغابة تُخفي أسرار القرون، وبوابة لا تفتح إلا لمن يبحث عن الحقيقة… تبدأ رحلته.
بداية القصة
في إحدى القرى المنسية بين التلال والغابات، عاش فتى يُدعى سليم، يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، يحلم دومًا بعوالم خفية خلف الغيوم والجبال.
كان يهوى قراءة الكتب القديمة، وخاصّة تلك التي تتحدث عن أماكن سحرية لا يراها إلا من يحمل قلبًا نقيًا وعينين فضوليتين لا تكلّان عن البحث.
ذات مساء، وبينما كانت الشمس تُلقي بأشعتها الأخيرة على التلال الذهبية، وجد سليم في علّية بيت جده صندوقًا خشبيًا صغيرًا، مغطى بالغبار، ومغلقًا بقفل نحاسي صدئ.
لم يكن للصندوق مفتاح، لكن حين لمسه، انفتح من تلقاء نفسه بصوت خافت أشبه بالهمس.
في داخله، كانت هناك خريطة قديمة، عليها رسومات لجبال وغابات وأنهار، وفي زاوية منها، كانت هناك علامة دائرية غريبة، بجوارها كلمات منقوشة بخط غريب:
“البوابة المخفية… لا تُفتح إلا للباحث عن الحقيقة.”
لم يكن سليم يعرف ما تعنيه تلك الكلمات، لكنه شعر بشيء داخله يستيقظ، وفي تلك الليلة، لم يذق طعم النوم، ظل يتأمل الخريطة تحت ضوء المصباح حتى حُفرت تفاصيلها في ذهنه.
في اليوم التالي، حمل سليم حقيبته، وخبأ الخريطة جيدًا، وانطلق وحده إلى الغابة الواقعة خلف القرية، في المكان ذاته الذي تشير إليه الخريطة.
كانت الأشجار كثيفة، والهواء ساكنًا بشكل غريب، وكأن الغابة تهمس له أن يتقدّم.
كلما تعمّق أكثر، زاد شعوره بأنه يقترب من شيء غير عادي، وفجأة، وجد أمامه جدارًا من الأشجار المتشابكة، لم يكن من الممكن أن يكون طبيعيًا، فقد كانت الأشجار ملتفة بطريقة هندسية غريبة، وكأنها تحرس شيئًا خلفها.
وضع سليم يده على إحدى الأشجار، وإذا بها تنفصل من مكانها وكأنها كانت تنتظر لمسته.
فتحت الأشجار طريقًا ضيقًا نحو دائرة من الحجارة القديمة، وفي وسطها، ارتفعت بوابة حجرية ضخمة مغطاة بنقوش قديمة.
بدت وكأنها خرجت من قصص الأساطير.
اقترب سليم منها، وقبل أن يلمسها، توهّجت النقوش بلون أزرق باهت، وسُمع صوت خافت:
“هل تبحث عن الحقيقة أم عن المجد؟”
ارتبك سليم للحظة، لكنه أجاب بصوت ثابت:
“أبحث عن الحقيقة.”
فُتحت البوابة ببطء، وكان خلفها ضوء أبيض ساطع… لم يكن يشبه أي شيء رآه من قبل.
وبدون أن يتردد، دخل سليم.
لم يعلم ما الذي ينتظره هناك، لكن ما كان متأكدًا منه هو أن رحلته إلى أرض العجائب قد بدأت فعلاً…