المقعد رقم 12

قصة المقعد رقم 12 – قصة قصيرة درامية عن الفرص المهدورة
✍️ بقلم: عادل اليافعي | فريق قصة ورواية
في قصة اليوم من تصنيف قصص منوعة سوف نقراء قصة قصيرة درامية ذات طابع تأملي، تحكي عن رجل كان يعود يوميًا لنفس المقعد في محطة القطار ينتظر شيئًا لا يأتي، حتى يفوته ما كان ينتظر دون أن يدري
لم يكن “صالح” رجلاً مهمًا في نظر العالم، لكنه كان بطلاً صامتًا في قصته الخاصة.
يأتي إلى محطة القطار كل صباح، يشتري قهوته، ويجلس في المقعد رقم 12 لا يسافر لا يركب فقط ينتظر.
سأله البائع ذات مرة:
“لماذا تجلس كل يوم هنا؟”
أجاب بابتسامة حزينة:
“أنتظر شيئًا قديمًا… وعدًا ربما… أو لحظة تأخرت.”
كان المقعد رقم 12 يحمل ذكريات لا يراها أحد منذ عشرين عامًا، جلس عليه مع فتاة أحبها وعدته بالعودة… لكنه لم يسأل متى.
انتظرها يومًا، ثم أسبوعًا، ثم سنة… ثم مضت عشرون سنة.
ذات صباح، جلس شاب على المقعد نظر إليه صالح وقال:
“هذا مقعدي.”
أجابه الشاب:
“المقاعد لا تُملك، سيدي “
ابتسم صالح ربما كان الشاب محقًا.
في اليوم التالي، لم يأتِ صالح ولا في اليوم التالي ايضاً.
مرّت الأيام، وبدأ الناس يلاحظون غيابه ترك المقعد فارغًا… أو بالأصح، تركه مليئًا بكل ما لم يُقال.
وفي أحد الأيام، جلست فتاة على نفس المقعد، تضع سماعات وتكتب في دفتر صغير.
لم تكن الفتاة التي وعدت صالح، لكنها بدأت هي الأخرى في الانتظار.
“بعض الانتظارات لا تُكافأ، لكنها تزرع الصمت في الآخرين.”