
ظل النيزك
ظل النيزك – قصة خيال علمي عن نيزك غامض يفتح بوابة إلى المجهول
✍️ بقلم: سالم الراشدي | فريق قصة ورواية
القصة
كانت السماء صافية في تلك الليلة، والقمر كاملاً ينعكس على سطح النهر الصغير الذي يمر وسط قرية “نجوان”، لم تكن تلك القرية تعني شيئًا للعالم، ولا يعرف اسمها إلا سكانها البسطاء… حتى سقط النيزك.
كان السقوط مدويًا، لكن دون صوت، الضوء الذي شق السماء كان ساطعًا لدرجة أن الليل تحول إلى نهار لثوانٍ.
“عادل”، شاب في السابعة عشرة من عمره، كان أول من رأى مكان سقوط النيزك من سطح منزل جدته، كان الضوء يُشبه لهبًا بلون أزرق مخضر، مختلف تمامًا عما شاهده من قبل.
في صباح اليوم التالي، انطلق عادل مع صديقه “حسام” نحو موقع السقوط، وهناك وجدا حفرة ضخمة يحيط بها التراب المتفحّم، في المنتصف، لم يكن هناك حجر محترق كعادة النيازك… بل جسم بيضاوي أسود، املس ولامع، ينبض بضوء أزرق خافت.
اقترب عادل ولمس السطح، وفجأة… اختفى!
صرخ حسام باسمه وركض نحو المكان، لكنه لم يجده. لم يكن هناك أثر.
ظهر عادل بعد ثلاث دقائق تمامًا في نفس المكان، لكن عينيه كانت مليئة بالدهشة والخوف.
قال بهمس: “كنت في المستقبل… رأيت القرية مدمّرة… ورأيت نفسي أكبر سنًا، يقود الناس في حرب ضد آلات ضخمة.”
لكن المفاجأة الكبرى، أنه كان يحمل ساعة رقمية غريبة الشكل، تعمل بلغة لم يرها من قبل، وتعرض عدًا تنازليًا ينتهي بعد 7 أيام.
تصاعد الأحداث:
في اليومين التاليين، بدأ الجسم البيضاوي يصدر طنينًا خفيفًا، وكل من اقترب منه يشعر بشيء غريب: ذكريات لا تخصه، أو صور لأماكن لم يزرها أبدًا.
جاء باحثون من العاصمة وأغلقوا الموقع، لكن عادل كان مصممًا على معرفة الحقيقة. مع حسام وأخته “نور”، تسللوا ليلاً مرة أخرى إلى الحفرة.
وما إن لمسوا الجسم معًا، حتى انتقلوا جميعًا إلى نفس المستقبل المظلم الذي شاهده عادل.
السماء حمراء، الأرض متشققة، والقرية محاطة بكائنات آلية عملاقة. وجدوا أنفسهم مطاردين، ليكتشفوا أن الجسم البيضاوي هو بوابة زمنية، نُسخت عن طريق كائنات فضائية زارت الأرض في عصور قديمة.
وكانت مهمتهم إعادة تنشيط هذه البوابة من خلال “مفتاح عضوي”، وهو الشخص الذي يراها أولاً — وكان هذا الشخص هو “عادل”.
الذروة:
في اليوم السابع، بدأ العد التنازلي يقترب من نهايته. عادل يفهم أنه إن لم يُعد البوابة إلى وضعها الطبيعي، فإن المستقبل الذي رآه سيتحقق.
عاد مع أصدقائه إلى البوابة، وواجهوا رجال الأمن الذين حاولوا إيقافهم. وفي اللحظة الأخيرة، وضع عادل يده على مركز البوابة، وأغلق عينيه.
ظهر ضوء أزرق قوي… ثم عمّ السكون.
النهاية:
استيقظ الجميع في منازلهم وكأن شيئًا لم يحدث. لم يكن هناك نيزك، ولا حفرة، ولا بوابة.
لكن في يد عادل، لا تزال الساعة تعمل… والعد التنازلي بدأ من جديد.
—