window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-79KLVHM231'); صندوق الرسائل القديمة – قصة قصيرة إنسانية عن الذكريات
قصص قصيرة

صندوق الرسائل القديمة

صندوق الرسائل القديمة – قصة قصيرة إنسانية عن الذكريات

✍️ بقلم: سمير العريفي | فريق قصة ورواية

 

في قصة اليوم من تصنيف قصص منوعة سوف تقرؤون قصة إنسانية قصيرة عن رجل مسن يجد صندوقًا في علية منزله يحتوي على رسائل لم يقرأها من قبل، فتوقظ فيه مشاعر دفينة وتعيد إليه المعنى المفقود في حياته.

 

كان “صالح” يبلغ من العمر سبعين عامًا، يعيش وحيدًا في منزله الريفي بعد أن غادره أولاده واستسلمت زوجته للغيبوبة قبل ثلاث سنوات.

في صباح شتوي بارد، صعد إلى العلية بحثًا عن بطانية قديمة، لكنه عثر على شيء مختلف…
صندوق خشبي صغير، عليه غبار السنوات وملفوف بشريط حريري أزرق.

جلس أمامه… فتحه بحذر.

كان يحتوي على عشرات الرسائل، كل واحدة مؤرخة من سنوات متفرقة، بخط نسائي أنيق.
الغريب؟ أنه لا يتذكر أن أحدًا كتب له يومًا شيئًا بهذه الطريقة!

فتح أول رسالة:

“عزيزي صالح،

أعرف أنك لا تعرفني، لكني أراك دائمًا في الحديقة عندما أزور جدتي.
تبدو حزينًا… وأردت فقط أن أقول: ابتسامتك تُشعرني بالأمان.”

صُدم.

رسائل عديدة تتبعها، من فتاة تدعى “صباح”، كانت تكتب له بين الحين والآخر، دون أن ترسل أيًا منها.
تصف فيه كيف أن وجوده الصامت في الحي أعطاها الإحساس بالاستقرار، كيف أن طريقته في ري الزهور كانت تلهمها، كيف أنها لم تكن تملك الجرأة لتكلمه أبدًا.

وفي آخر رسالة، كانت قد كتبت:

> “لقد كبرتُ الآن، وسأرحل من هذه المدينة.
ربما لن أراك مجددًا، لكني أردت أن تعرف… لقد كنتَ سببًا في بقائي على قيد الأمل.”

أسند صالح ظهره… وأجهش بالبكاء.

كل تلك السنوات، وهو يظن أنه غير مرئي، غير مهم، مجرد رجل عجوز في زاوية الحياة.

لكن الحقيقة؟
كان قلبه يلهم قلوبًا لم يعرفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى