window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'G-79KLVHM231'); قصة الطفل المشرد وصاحبة المطعم– قصة إنسانية مؤثرة تهزّ القلوب
قصص درامية

قصة الطفل المشرد وصاحبة المطعم

قصة الطفل المشرد وصاحبة المطعم– قصة إنسانية مؤثرة تهزّ القلوبال

قصة إنسانية مؤثرة تتناول لحظة صادمة تغيّر حياة صاحبة مطعم فاخر عندما ترى طفلًا مشرّدًا يتقاسم آخر قطعة خبز مع جرو يتيم في ليلة باردة. حبكة قوية، وحوارات مؤثرة، ونهاية تحمل مفاجأة غير متوقعة.

بقلم الكاتبة: ماريا النهاري | فريق قصة ورواية

🖋بداية القصة:

كانت الشوارع تلمع ببقايا المطر، والهواء البارد يلسع الوجوه كصفعات متلاحقة، خلف مطعم “ليلة مخملية” الفخم، كان الظلام يغطي الأزقة الضيقة بينما تنبعث من الداخل أصوات الضحكات ونقر الكؤوس، كأن عالمًا كاملًا منفصلًا يعيش داخل ذلك الضوء الدافئ.

كانت مارلين، مالكة المطعم، تدور بين الطاولات بخطوات سريعة وعصبية، الليلة ليست عادية؛ فهناك ناقد طعام من أشهر الصحف سيكتب عن مطعمها أي خطأ… ولو بسيط… يعني كارثة.

وبينما كانت تستعد للخروج إلى الباب الخلفي لمتابعة عمال النظافة، ظهر طفل صغير هزيل بملابس ممزقة، لا يتجاوز العاشرة، يقف على بعد خطوات منها.

رفع الصبي عينيه إليها، وكأنهما تحملان عمرًا أكبر من عمره الحقيقي.

الطفل (بصوت مخنوق):
«لو سمحتي… قطعة خبز بس. والله جوعان.»

تجمّدت مارلين.
ليس لأنها رأته… بل لأن وجوده في هذا الوقت تحديدًا قد يُفسد عليها صورتها أمام ضيوفها.

اقتربت بخطوات حادة، ونظرت إليه كما لو كان مشكلة يجب التخلص منها فورًا.

مارلين:
«يا ولد… هذا مكان عمل، مو مأوى! اختفِ من هنا قبل ما يشوفك أحد!»

لم يتحرك الصبي، بل خفض رأسه كأنه يخجل من جوعه.

تضايقت مارلين، التقطت دلو ماء متسخًا كان بجوار الباب، وبحركة سريعة سكبت محتواه على جسده.

ارتجف الصبي، وتراجع بصمت.
لم يبكِ.
لم يحتج.
فقط ضم ذراعيه حول نفسه، ثم اختفى في الزقاق.

لم تشعر مارلين بأي ذنب… أو هكذا ظنّت.

بعد دقائق، خرجت لإلقاء كيس القمامة.
كانت الليلة صامتة، إلا من صوت خافت… كأن أحدهم يئنّ.

رفعت رأسها، وحاولت الإصغاء.
الصوت قادم من خلف الصناديق الثقيلة.

اقتربت ببطء، وحين تجاوزت الجدار… تجمّدت.

هناك، جالسًا على الأرض الباردة… كان الطفل.
ملابسه مبللة، ويداه ترتعشان.
لكن ما صدمها لم يكن الصبي نفسه…

بل جرو صغير ملتصق به، أضعف منه، يرتجف حتى كاد يسقط من البرد.

أخرج الطفل قطعة خبز يابسة وجدها في صندوق قريب نظر إليها طويلًا… ثم كسرها نصفين.
وضع الجزء الأكبر أمام الجرو.

الطفل (بهمس حنون):
«يلا… كُل. أنت تحتاج أكثر. أنا… أنا دايم أجوع.»

شعرت مارلين بأن الهواء انقطع عن صدرها.
الطفل الذي طردته بلا رحمة… كان أرحم منها ألف مرة.

تقدمت خطوة دون أن تشعر، فتفاجأ الطفل، وضم الجرو إلى صدره كأنه يحميه.

مارلين (بصوت منخفض):
«لماذا… أعطيتَه الجزء الكبير؟ أنت جائع مثله.»

رفع الطفل عينيه إليها، وظهر فيهما خوف… ثم استسلام.

الطفل:
«هو ما يعرف الجوع زينا… أنا متعوّد.»

تخلخل شيء في قلب مارلين.
تذكّرت وجهًا آخر… امرأة كانت تعمل في مطعمها قبل عام، تنظف بصمت وتبتسم رغم تعبها.

خطت خطوة أخرى وقالت:
«تعال معي… الجو هنا قاتل.»

تردد الصبي، ثم قال بخوف:
«ما راح تطرديني؟»

هزّت رأسها، وهي تشعر بثقل لم تعرفه من قبل.

أدخلتهما إلى المطبخ الخلفي، وقدمت للصبي طبقًا دافئًا، وللجرو بطانية صغيرة.

وبينما كان يأكل بشراهة طفل لم يذق الطعام منذ أيام، سألته:
«اسمك إيه؟ وأهلك وين؟»

توقف الصبي لحظة، ثم قال بصوت مكسور:
«أنا اسمي سامي… وأمي كانت تشتغل عندكم… قبل ما تموت.»

تسمرت مارلين في مكانها.

الأم؟
تلك العاملة الهادئة التي رحلت فجأة قبل عام بسبب مرض لم تستطع علاجه؟

لم تستطع مارلين الرد.
كانت الكلمات تختنق قبل أن تغادر شفتيها.

ولم تكن تعلم أن ما سيقوله سامي بعد ذلك… سيقلب حياتها كلها.

لأن الطفل لم يأتِ فقط ليطلب خبزًا…
بل ليكشف سرًا دفنته والدته…
سرًا كانت مارلين جزءًا منه دون أن تعرف.

لمحة إنسانية:

هناك لحظات صغيرة لا يراها العالم… لكنها تكشف حقيقتنا.

ليلة واحدة فقط كانت كافية لتُظهر لمالكة مطعم فاخر أن الرحمة قد تأتي أحيانًا من طفل مشرّد لا يملك حتى ما يسدّ به رمقه.

هذه القصة ليست عن الجوع فقط… بل عن الإنسانية التي تظهر حين نتوقع اختفائها تمامًا.

✨ تابع الجزء الثاني قريبًا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى