حذاء العيد

حذاء العيد – قصة واقعية مؤثرة عن كرامة طفل وفقْرٍ نبيل
✍️ بقلم: أمينة شرف | فريق قصة ورواية
في قصة اليوم من تصنيف قصص منوعة سوف تقرؤون قصة إنسانية مؤثرة عن طفل لم يملك ثمن حذاء للعيد، لكنه قابل موقفًا غير متوقع أعاد له الإحساس بالفرح والكرامة.
في أحد أحياء المدينة الشعبية، كان الناس يتحضّرون للعيد أضواء الزينة تملأ الشوارع، والمحال تعج بالمشترين، والضحكات تملأ الزوايا.
لكن على الطرف الآخر من الزجاج، كان “أنس” واقفًا.
طفل في التاسعة، بنطال ممزق من الركبة، ووجه نحيل، وعينان تطاردان كل حذاء معروض خلف واجهة زجاج محل الأحذية.
لم يكن يشتهي الحذاء الأغلى، ولا الأجمل… فقط ذاك الأسود البسيط، المربوط بخيوط حمراء.
في كل مساء، يمر أنس من أمام المحل، ينظر للحذاء، يبتسم، ويغادر.
لاحظ صاحب المحل، الحاج “رشيد”، تكرار مرور أنس،
وفي ليلة العيد، وبينما كان يغلق متجره، لمح أنس يحدق في الحذاء للمرة الأخيرة.
اقترب منه وقال:
“عجبك الحذاء يا بطل؟”
ابتسم أنس بخجل وقال:
“هو حلو… بس أنا بس أتفرج.”
أومأ الحاج رشيد برأسه ثم سأل:
“وين أهلك؟”
قال أنس:
“أمي في البيت… وأبي في السماء.”
فهم الرجل كل شيء.
قال له بهدوء:
“انتظرني لحظة.”
دخل المحل، وعاد يحمل الحذاء داخل كيس مغلق.
قال:
“خذ، هذا هديّة المحل لأول زبون مرّ عليه عشر مرات وما طلب شيء.”
رفض أنس في البداية، وقال بخجل:
“بس ما معي فلوس.”
قال رشيد:
“أنا ما بعتك… أنا أكرمتك.”
أخذ أنس الحذاء، ركض نحو البيت وهو يكاد يطير من الفرح، لم ينتظر العيد ليأتي، لقد جاءه العيد على الرصيف، في لحظة غير متوقعة.
في صباح العيد، ارتدى أنس الحذاء وذهب للمسجد وكان يبتسم بثقة، كأن الحذاء أعاد له شيئًا من الكرامة المسروقة.
مرت السنوات، وكبر أنس، وأصبح شابًا يعمل في محل أحذية صغير في نفس الحي.
وفي ليلة عيد أخرى، وقف طفل صغير أمام واجهة المحل.
أنس ابتسم، وخرج إليه… وسأله السؤال ذاته:
“عجبك الحذاء يا بطل؟”
وفي تلك اللحظة، عندما سأل أنس الطفل الصغير إن كان يعجبه الحذاء، لم يكن يسأل بلسانه فقط… بل بقلبه.
كان يعيد ما مرّ به، ليس ردًا للجميل فقط، بل استمرارًا له.
فمن حصل على الكرامة في زمنٍ قاسٍ… لا يمكن أن يبخل بها على غيره.
لأن من يشعر بألم الفقد، هو الأقدر على منح العطاء دون شرط.