قصص خيالية

مدينة تحت الغيوم

مدينة تحت الغيوم – قصة خيال علمي عن عالم معلق في السماء

✍️ بقلم: ليان مراد | فريق قصة ورواية

 

📝 وصف القصة:

في عالمٍ لا تطأ فيه الأقدام الأرض، يعيش البشر في مدن طافية فوق السحاب، لكن شابًا فضوليًا يكتشف حقيقة مرعبة عن السبب الحقيقي وراء بناء تلك المدن.

القصة

في العام 2080م ، لم تعد الأرض كما عرفها البشر، كوكب الأرض أصبح غير قابل للعيش، هذه ما تروّجه السلطات العليا في المدن الطافية، بينما يعيش البشر الآن في مستوطنات هائلة تُعرف بـ”المدن البيضاء”، مُعلّقة فوق سُحُب سوداء ، تتحرك ببطء دائم حول الكرة الأرضية دون أن تلمس الأرض.

الشاب “آستا”، يبلغ من العمر 17 عامًا، وُلد ونشأ في “مدينة فيرالا”، إحدى أكبر المدن الطافية، كان دائم التمرد، لا يقتنع برواية السلطات التي تقول إن الأرض تحتهم أصبحت أرضًا ميتة، مسمومة وغير قابلة للحياة.

في أحد الأيام، وبينما كان آستا يتصفح أرشيفًا رقميًا قديمًا في مكتبة المدينة السرية، وجد صورة قديمة تُظهر غابة خضراء وجبال مهيبة، كانت الصورة موقّعة بتاريخ 2060م، أي بعد بدء الحياة فوق الغيوم.

“هذا مستحيل”، قالها آستا لنفسه. هذا يعني أن الأرض كانت لا تزال خضراء بعد بناء المدن!

دفعه الفضول للبحث أكثر، مرت الأيام واستا مازال يبحث ، ولكنه اخيرا عثر على إشارات مشوشة في ملفات محذوفة، وفيديو مكسور لشخص يصرخ: “الأرض لم تمت… بل تم إخفاؤها!”

قرر آستا أن يخرق القوانين ويصل إلى “السُحُب السوداء”، المنطقة المحظورة التي تفصل المدن الطافية عن ما يُعتقد أنه الفراغ. ساعدته “لارا”، فتاة عبقرية تعمل في قسم الطاقة، والتي كانت تشك مثله في رواية السلطات.

صنع الاثنان منطادًا صغيرًا من المواد المهملة في المحطات، مزودًا بدرع حماية وغشاء يخترق الغيوم السفلية.

وفي ليلة حالكة، قفز آستا بالمنطاد واخترق حاجز الغيوم.

حين اخترق الضباب الكثيف، انصدم مما رآه… أرض خضراء، مليئة بالحياة، غابات واسعة، بحيرات نقية، وحتى مزارع تعمل بأنظمة آلية.

لكن ما أثار رعبه لم يكن جمال الأرض، بل الجدران الشفافة العملاقة التي تحيط بها من كل الجهات، وكأن العالم الحقيقي مخبأ خلف قبة زجاجية، والناس في الأعلى يعيشون في كذبة ضخمة.

رأى في الأفق مركبات ضخمة تجمع الطاقة من الأرض، وترسلها للأعلى عبر أبراج خفية تخترق الغيوم.

فهم الآن الحقيقة: المدن الطافية ليست لحماية البشر من الأرض، بل لعزلهم عنها. الأرض لم تمت، بل تم احتكارها للنخبة فقط، وتم تسويق السماء كملاذ وهمي.

عاد آستا ومعه الأدلة، لكن النظام لم يكن غافلًا، أُعلنت حال الطوارئ، واختفت “لارا” فجأة.

في اللحظة الأخيرة، قام آستا ببث مباشر عبر شبكة المدن: عرض الصور، الفيديوهات، التسجيلات، الملايين شاهدوا الحقيقة، وبدأت المدن تهتز بالاحتجاجات.

قبل أن يُقبض عليه، ابتسم آستا وقال: “نحن لم نُخلق لنعيش في السماء… بل لنحرر الأرض من الأكاذيب.”

وهكذا بدأت ثورة “الغيوم المنخفضة”، أول تمرد بشري من السماء… باتجاه الجذور المنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى