قصص رعب وغموض

الصرخة التي لا يسمعها أحد

الصرخة التي لا يسمعها أحد – قصة رعب نفسية تحبس الأنفاس

✍️ بقلم: سارة الجنيد | فريق قصة ورواية

وصف القصة:

شاب يعمل في إصلاح أجهزة الراديو يلتقط ترددًا غامضًا يكرر صرخة استغاثة كل ليلة… وكلما اقترب من فك اللغز، اختفى جزء من ذاكرته.

القصة:

في ورشة صغيرة بضواحي المدينة، كان “نديم” يعمل في إصلاح أجهزة الراديو القديمة. ورث هذا الشغف من والده، وكان يحب التقاط الترددات النادرة، خصوصًا تلك القادمة من مسافات بعيدة.

ذات ليلة، بينما كان يعبث بترددات منخفضة مهجورة، سمع صرخة قصيرة تقطع صمت الأثير. لم تكن واضحة، لكنها حقيقية. ارتجف قلبه، وأعاد تشغيل الجهاز… فسمع همسة باهتة تتكرر كل بضع ثوانٍ: “أنقذوني… أنقذوني…”

ظنّ أنها مزحة من أحد هواة البث، لكن في الليلة التالية، عاد الصوت، أوضح من قبل. فتاة تبكي، وتقول: “محبوسة… لا أرى شيئًا…”

تبع الإشارات، وربطها بخريطة الترددات، ليتبيّن أن مصدرها يأتي من مبنى مهجور في منطقة “الجمّالة”، وهي منطقة صناعية مغلقة منذ سنوات بعد انفجار مصنع كيماوي.

ذهب “نديم” في اليوم التالي إلى المكان، ووجد المبنى كما توقّع، متهالكًا، نوافذه محطمة، وبوابة صدئة. لكن ما أثار فزعه هو اللافتة القديمة على الباب: “مركز إعادة تأهيل الصمّ والبكم”.

دخل المكان بخطوات مرتجفة، والمذياع الصغير في يده لا يزال يعمل. تزايدت الأصوات، وأصبحت الصرخة أشد حدة.
وفجأة… صمت الراديو.

وفي صالة بها كراسي حديدية وأوراق متطايرة، وجد لوحة كتب عليها “هنا يصرخ من لا يسمعه أحد”، تلاها صوت أنثوي قريب: “أنت تسمعني… إذًا أنت التالي.”

هرب “نديم”، وعاد إلى الورشة، لكنه وجد أوراقه ممزقة، والمذياع محطمًا. الأسوأ… أنه بدأ ينسى أشياء بسيطة: اسمه الكامل، رقم هاتفه، اسم والدته.
كلما حاول تذكر تفاصيل الليلة، شعر بألم في رأسه وكأن أحدًا يمنعه من التفكير.

ومع كل محاولة لاسترجاع ما حدث… يسمع نفس الهمسة، بصوت أوضح، ومن داخله هذه المرة:
“أنت سمعت… الآن لن تُنسى…”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى